February 7, 2013

الأمومة ... لا شيء يُهيئك لها


For the English version click here

أنا مدمنة قراءة لذا كان من الطبيعي أن يكون أول ما أقوم به بعد معرفتي أنني حامل هو رحلة إلى المكتبة. بدأت أبحث عن كل أنواع الكتب المختلفة التي تتناول مواضيع الحمل ورعاية الأطفال حديثي الولادة، (وسأقوم مستقبلا بمناقشة بعض هذه الكتب وترشيحها في تدوينات مقبلة).

أما الخطوة التالية فكانت الإنترنت، أعتدت أن أمضي بضع ساعات يوميا خلال شهور الحمل أبحث عن مواقع الكترونية ومقالات توفر المعلومات عن الحمل والولادة، التغذية أثناء الحمل، الأشياء التي يجب اخذها إلى المستشفى عند الولادة، الأشياء التي يجب أن اشتريها للمولود ... إلخ. ولقد قمت بالإنضمام لبعض المنتديات وبدأت اتفاعل مع الأعضاء وارسل بعض الإستفسارات لأستفيد من خبرات من سبقوني للأمومة

وبالفعل قرأت كل الكتب التي استطعت العثور عليها وبحثت على الإنترنت واسترجعت في ذهني كل حوار ومناقشة عن كيفية الإعتناء بالأطفال قمت بها مع صديقاتي اللاتي رزقهن الله باطفال قبلي. وهكذا أعتقدت انني أصبحت مستعدة تماما لأكون الأم المثالية التي اتمنى أن أكون.

بالطبع لا حاجة لي أن اقول لكم كم كنت واهمة، ارجو ان لا تخطئوا في فهمي، فالكتب والمعلومات التي حصلت عليها ساعدتني كثيرا ولكن ليس في البداية.

بعد عودتي من المستشفى وفي أول عدة أيام مع عمر (مارو) كنت مدمرة تماما، شعرت وكأني لا أعلم شيئا أبدا ولا حول لي ولا قوة لدرجة أن اول مرة اضع الحفاض لأبني وضعته بالعكس. كنت أشعر بخوف شديد عندما كنت أحمل عمر خشية ان أحمله بطريقة خاطئة واتسبب في آلمه وشعرت وكأن كل ما قرأته كان جيدا ولكن ليس مفيدا لهذه الفترة الأولى من حياتي كأم وشعرت بالضياع التام.

واصبت بانهيار عدة مرات في الأسابيع الأولى. لازلت أتذكر ثاني يوم بعد عودتي من المستشفى ظل عمر يبكي طوال الليل ولم يتوقف، حتى عندما كنت أحمله كان يتوقف لدقائق معدودة ثم يعاود البكاء بشدة. لم أكن أعرف ما المشكلة وكل محاولاتي لتهدئته فشلت. وعندما كنت مستلقية في السرير وعمر بين يدي لم استطع ان اتمالك نفسي ورحت أنظر حولي لحجرته التي اعددتها له وكل ما جال بخاطري هو أنني أم فاشلة لا أفلح سوى في تحضير حجرة ابني واختيار الأثاث والتصميم ولكني لا استطيع ان اقوم بتهدئة ابني ومعرفة ما خطبه.

في اليوم التالي عندما اتصلت بالطبيب اخبرني ان عمر كان يعاني من بعض التقلصات وهو أمر طبيعي عند الأطفال في البدايات ووصف لي دواء يساعد على تهدئة معدته عند الحاجة.

في ذلك اليوم أدركت أنه لا يهم عدد الكتب التي قرأتها أو المعلومات التي أعرفها، لا شيء سيهيئني تماما لأكون أم، لأن الأمومة ليست شيء نتعلمه في الكتب ولكنها شيء فطري نتعلمه بالممارسة يوما بعد يوم

في النهاية أود أن اقول لكل أم جديدة أو إمراة في طريقها لتكون أم، إقراي الكتب وابحثي عن معلومات على الإنترنت وتحدثي مع امهات أخريات واستفيدي من خبراتهن ولكن تذكري دائما انك ستواجهين امور جديدة في حياتك كأم لن تعرفي عنها شيئا وعند حدوث هذا لا تخافي وحافظي على ثباتك وحاولي أن تتفهمي الوضع وتصلين لحل أي عقبة أمامك. وإذا فشلتي لا تقلقي لأن هذه هي الأمومة ... مغامرة تخوضينها مع طفلك في الحياة تتعلمون فيها من بعضكم البعض على أمل ان تصلوا لبر الأمان سويا.

No comments:

Post a Comment